"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
اخواني واخواتي احببت ان اضع بين ايديكم هذا الموضوع وكلي امل ان تستفيدوا منه
كيف تجعل ابنك متميزاً ومبدعاً ؟
ماذا نعني بالتميز؟
نعني بالتميز : التفوق على الأقران ، والظهور على الاتراب بكمال الصفات التي ترفع المرء وتعلى شأنه ،
فتجليه من بينهم وتظهره عليهم بحسن سمته وهديه الفذ ، وخلقه وسلوكه المرموق وبشخصيته الإسلامية المتميزة.
التميز والتفوق هو مطلب الصالحين ، ولهذا كان من دعائهم ( واجعلني للمتقين إماماً).
1) الـمـربي ..
نظراً لانشغال كثير من الآباء عن أبنائهم لظروف العمل وطبيعة العصر فإن التقصير كبير في قضية الجلوس مع الأبناء
وتربيتهم وتأديبهم ، ولذلك فإن بعض الآباء اتجه إلى فكرة المربي الخاص للأبناء ..
فيأتون بمدرس مربٍّ لبيوتهم أو الأبناء يذهبون إليه ، فيحفّظهم القرآن والسنة ،
ويتعلمون معه بعض الآداب والفنون ويضع الأب للمربي البرامج التي يريد تربية أبنائه عليه ..
وهي فكرة ليست بجديدة إذ طبّقها الكثير من السلف .. ومنهم بعض خلفاء الدولة الأموية والعباسية
إذ كانوا يوكلون تربية أبنائهم لأحد من المشايخ الأفذاذ فيتعلم الأبناء العلم والأدب جميعاً …
وهي فكرة ناجحة .. جداً .. وتخفف من التقصير الحاصل من بعض الآباء بحق أبنائهم
نظراً لانشغالهم أو لعدم قدرتهم على تعليم أبنائهم تلك العلوم والآداب
أو لعدم اتساع صدورهم للجلوس مع الأبناء والصبر على أخطائهم ..
وأنا أعرف بعض الأسر قد أخذت بهذا فابتدأ المربي بتحفظ جزء عمّ للطفل منذ سن الخامسة أو السادسة ومعه الأذكار ،
و يعلمه الأدآب الإسلاميه .. وقد لا يستطيع كل أب أن يأتي لأبنه بذلك المربي .. فتأتي الفكرة الثانية وهي:
2) حلقات التحفيظ ..
وهي حلقات التحفيظ في المساجد .. ومن نعم الله علينا في هذه البلاد انتشار حلق تحفيظ القرآن واشتراك الأبناء فيها أمر طيب
3) اختيار المدرسة المتميزة في إدارتها وتربيتها..
المدارس ليست على مستوى واحد .. من حيث التميز في الإدارة والتربية والعطاء ..
فأبحث لأبنك عن المدرسة المتميزة التي يقوم على إدارتها والتدريس فيها أساتذة فضلاء مربون ،
محتسبون يستشعرون بالأمانة التي وكلت إليهم ، والمسئولية التي أنيطت بهم ..
فكلما كثر عدد هؤلاء الصنف من المعلمين في مدرسة كلما أصبحت قلعة علم وإيمان وتربية وإحسان.
الطالب يتأثر بأستاذه كثيراً .. وعيونه تبصره كل يوم سبع ساعات أو ثمان ساعات ..
فإن كان من أهل الاستقامة كان ذلك أدعى لاستقامة التلميذ ..
وإن كان متميزاً في شخصيته وعلمه وأدبه كان ذلك عوناً على تميز ولدك وارتقائه ..
( إذن فهناك معايير لاختيار المدرسة المناسبة ، وليس القرب من البيت هو المقياس الوحيد .. ).
4) تسجيله في أبرز نشاطات المدرسة ..
في المدارس عادة جماعات أنشطة ، تقوم على تنمية مهارات الطلاب ، والارتقاء بملكاتهم ومهاراتهم والإستفادة من مواهبهم ،
والكثير من الطلاب استفادوا من تلك المناشط في إبراز شخصياتهم في حياتهم أكثر من استفادتهم أحياناً من التوجيهات الأسرية.
5) الـشـريـط .
الشريط وسيلة استعملها بعض الأباء في تربية أبنائهم وساهم في تميزهم وابداعهم
فلقد عجبت من طفل صغير لم يدخل المدرسة بعد .. قد حفظ الجزء الثلاثين ..
فلما سألت عرفت أن أباه أشترى له مسجل ومعه شريط لقارئ يقرأ جزء عم
فكان كل صباح يسمع ويعيد ومع التشجيع أتم حفظ هذا الجزء ..
وكذلك يمكن استعماله في السيارة لنفس الغرض أو لغرض آخر محاضرة ونحوها..
6) المكتبة المنزلية..
ولها الأثر الكبير في تميز الأبناء وحبهم للقراءة والإطلاع ، والبحث والتزويد العلمي ،
وأنا أعرف اليوم العديد من المشايخ الذين كانت لمكتبة آبائهم في البيوت أثر كبير في تميزهم العلمي ..
فتجده ملماً بالكثير من الكتب والمراجع، بل ويعرف أدق طبعاتها وأفضل من قام بتحقيقها ..
7) ما رأيك في ؟
المراد بها أن نتعرف على آرائه ونعلمه المعايير التي يميز بها بين النافع والضار والخير والشر ،
الابن المتميز هو الذي يعرف الخير ويصطفيه ، ويبصر الشر ويبتعد عنه من خلال معايير ومبادئ وقيم تعلمها من أبيه وأمه
عبر رحلة طفولته ومن خلال وسائل تربوية عديدة من أهمها :ما رأيك في؟
ولنضرب على هذا مثالاً :ذهب الابن مع أبيه إلى السوق. قال له الأب: ما رأيك نشتري من هذه البقالة أم تلك ؟
من تلك يا أبي ؟ لماذا ؟ لأن فيها ألعاب وشوكولاته كثيرة ، فيأتي دور الأب في غرس معايير جديدة للالتقاء .
الأب: لكنها تبيع المجلات الفاسدة والدخان ما رأيك لو ذهبنا إلى بقالة أكثر منها ألعاباً ولكنها لا تبيع الدخان !
إذن معيار انتقاء الشراء من البقالات هو خلوها من المنكرات وعلى هذا المنوال " ما رأيك في كذا " ثم يبين له المعيار ..
تتضح المعايير .. معايير الانتقاء وعندما يشب .. تتجمع المعايير .. معيار لمن أصاحب..
معيار انتقاء الألفاظ والكلمات ، كما قال الأب لأبنه يحدد له معايير الكلام إذا أراد أن يتكلم:
أوصيك في نظم الكلام بخمسة *********إن كنت للموصي الشفيق مطيعاً
لا تغفلن سبب الكلام ووقته*********والكيف والكم والمكان جميعاً
8) حسن المنطق ..
جزاك الله خيراً …." لو سمحت "… " الله يحفظك " .
وكذلك بالنسبة عند الخطأ .. لن يفلت من التوبيخ إلا إذا قال: أنا أسف إن شاء الله لن أكرره مرة أخرى..
9) الإحساس بالآخرين " الصدقة "..
- تحدث لابنك عن فضل الصدقة وأجرها عند الله .. وإذا أردت أن تتصدق على فقير فليكن ابنك هو الذي يوصل الصدقة إليه.
- وكذلك حاول أن تجعله يتصدق من بعض ما احتفظ به من مصروفه ، وعوّضه عنه جزاءً لإيثاره وإحسانه ،
فإذا أعطى الفقير ريال .. أعطه ريالين وقل له : جزاؤك عند الله أكبر من هذا بكثير.
10) اسناد بعض المسؤوليات إليه ..
لكي يشعر ابنك بنمو شخصيته واستقلاليته أوكل إليه بعض المسؤوليات، واجعلها تكبر تدريجياً مع العمر ..
مع التوجيه عند الخطأ والتشجيع عند الإصابة تكبر المسؤوليات ويكبر معها التميز في أدائها والإبداع في عملها .
11) التفخيم .. والتعظيم ..والتكنيه ..
إن من عوامل شعور الطفل بشخصيته واستقلاليته ، ومما يبعث فيه روح الرجولة وحسن السمت التكنية…
يا أبا محمد .. يا أبا عبد الله .. ( يا أبا عمير ما فعل النقير) .
12) تنمية المهارات..
قد أودع الله في كل إنسان العديد من الطاقات والمهارات والقدرات،
والتي يحرص الشياطين من الأنس والجن على تسطيحها وتبديدها في أمور تافهة وأخرى سافلة .
ولهذا ينبغي أن تتعرف على ميول أبنائك ، ثم هاك بعض الأفكار العملية لتنمية هذه الميول لاستثمارها في امور نافعة .
- توجد مؤسسات تهتم بتعليم الإلقاء .. فن الخطابة والإلقاء ..
وهناك الكثير من الأباء سجلوا ابناءهم في برامج هذه المؤسسات .. فإذا تكلم الابن افصح عن فكرته ،
وأوصلها للسامعين بأبلغ عبارة وأحسن إشارة ..
- مهارة أخرى أو فكرة عملية أخرى: تعليمه الحاسب الآلي بفنونه المتعددة ومجالاته الواسعة التي تتطور كل يوم.
- مهارة ميكانيكا السيارات ومهارة التحدث باللغة الإنجليزية فهناك معاهد لتعليم اللغات..
والمهم أن لكل من الأبناء ميوله ورغباته فعليك أن تراعي تلك الميول وتستثمرها للوصول إلى التميز والابداع .
13) المشايخ ..
الربط بالمشايخ والأخذ عنهم من أبرز وسائل التميز ..
وهي طريقة السلف الصالح إذ كانوا يربطون أبناءهم منذ نعومة أظافرهم بالمشايخ ،
بل ربما أحضروهم معهم لمجالس الحديث وهم دون سن التمييز رجاء بركة تلك المجالس العامرة بذكر الله
والتي تغشاها الرحمة وتحفها الملائكة ..
وانظر إلى التميز والابداع الذي بلغه أنس بن مالك رضي الله عنه يوم جاءت به أمه ليخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويتعلم منه. لاشك أن هناك أطفالاً كثر من أقران أنس وأترابه لم يبلغوا مبلغه ولم يصلوا لما وصل إليه.
14) التنظيم..
وهناك عدة أفكار عملية لغرس هذه الصفة في الأبناء وتربيتهم عليها:-
- تنظيم الدفاتر والكتب – تنظيم الملابس ( في الدرج الخاص بها ).
- تنظيم الفراش – تنظيم الغرفة ..
تنظيم الألعاب بعد الانتهاء من اللعب تنظيم الوقت .. فالدراسة وقتها ، ولحلقة التحفيظوقته، وللعب وقته ، وللصلاة وقتها ..
وهذا النظام مطرد في جميع ايام السنة .. فالصيف لا يعني الفوضى وتبديد الأوقات كيفما اتفق.
15) السبورة المحفظة..
من الأفكار العملية التي طبقتها بعض الأسر ووجدت فيها فائدة للكبار والصغار
وجود سبورة معلقة على الجدار في مكان تجمع أفراد الأسرة اليومي – مثل الصالة – والكتابة على هذه السبورة
بفوائد يراد حفظها أو التذكير بها ، ويمكنك تعيين أحد أفراد الأسرة بشكل دوري ليضع هذه الفوائد.
.. وأخيراً لكي تؤتي هذه الأفكار ثمارها.
1) الجدية في التنفيذ والدقة في التطبيق
2) الاستمرارية وعدم الانقطاع
3) الحكمة
4) التعاون والتكاتف بين الأب والأم
5) القدوة الحسنة وعدم التناقض.
6) الربط العاطفي.
7) الربط المادي.
8) الربط الترفيهي.
اسأل الله عزوجل ان يصلح لنا ذرياتنا .. وأن يتمـيزوا ويبـدعوا دووومـا ..
دمتم في حفظ الله ورعـايته ..