خلق الله الإنسان وهو العليم بخلقه-
يتأثر بالصدمات النفسيَّة ، هلوعاً عند الخطوب ، جزوعاً إذا مسَّه الشر ، مما يجعل هذه الهموم والخطوب تصيب الإنسان بالجزع والخوف والتوتر النفسي والعصبي
وخطورة هذا الهلع والجزع والاضطراب النفسي على الإنسان ، أنه يعرِّضه للإصابة بكثير من الأمراض ؛
مثل الضغط ، والسكر ، وتصلُّب الشرايين ، والذبحة الصدرية ، والجلطة ، وانفجار شرايين المخِّ ، والجنون ، وكثير مما نرى من الأمراض .
وما علاج هذا الهلع والجزع ؟ وكل إنسان معرض لما يثير فيه الهلع والجزع ؟أرشدنا الله إلى علاج الفزع والجزع في قرآنه حيث يقول
{ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً{19} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً{20} وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً{21} إِلَّا الْمُصَلِّينَ{22} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ{23} وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ{24} لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ{25} وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ{26} المعارج
فكلما قوى إيمان العبد ؛ كلما قلَّ تأثره بالنوائب والكوارث ، وقلَّ تأثره بالهلع والجزع ، وتعوَّد على الصبر والرضا بالقضاء والإنسان المؤمن لإحساسه بالضعف ، وشعوره بالحاجة الدائمة إلى عون الله سبحانه وتعالى ، يفتح الله تعالى له بابا من أبواب رحمته ؛ فيقف عليه بأدب الشرع ، فيواجه الله باللطف والسكينة والطمأنينة ، وبرد الرضا ، ويكشف عنه ما نزل به من ضرٍّ ، وذلك مأخوذ من قوله عزَّ شأنه
{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} الأنعام59
فهي مفاتح من " الفتح "، لأنها فتحٌ من الله ، فيفتح الله له بـاب الدعـاء لقوله صلى الله عليه وسلم
{لاَ يَرُدُّ الْبَلاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ}[1]
وهذا الدعاء قد يفتحه الله له في الصلاة ؛ فيوفِّقه لأداء صلاة الحاجة ، وقد يكون دعاء الله بالأسماء الحسنى ، أو باسم الله الأعظم الذي يفتح به عليه الله ، وقد يكون بالأدعية الواردة في القرآن الكريم ، أو في السنَّة النبوية الشريفة ، وقد يكون بصيغ للصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها الفرج بعد الشدَّة ، واليسر بعد العسر ، وقد يكون الفتح بأدعية يلهم الله بها عباده الصالحين ويسمونها أحزاباً ، لأن الله ألهمهم بها في وقت الشدة ، فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
{أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ ؛ فَزِعَ إلَى الْصَّلاة}[2]
[/size]
[SIZE="3"]
{1} ورواية سلمان «لاَ يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ، وَلاَ يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلاَّ الْبِرُّ»– جامع الأحاديث والمراسيل ومشكاة المصابيح والفتح الكبير
{2} مسند الإمام أبي حنيفة وفتح الباري ، حزبه : أهمَّه وأفزعه وأقلقه [/SIZE]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%E3%DD%C7%CA%CD%20%C7%E1%DD%D1%CC&id=15&cat=2[URL="http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=pdf&fn=Book_mafateh_alfarag.pdf&id=15"][SIZE="5"]منقول من كتاب {مفاتح الفرج}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً [/SIZE][/URL]
[/frame]