رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بعد عصر اليوم الأربعاء الأول من شهر ربيع الآخر 1431هـ انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الخامسة والعشرين الذي ينظمه الحرس الوطني سنوياً بالجنادرية .
ولدى وصول الملك المفدى إلى مقر المهرجان بالجنادرية كان في استقباله أيده الله صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان ومعالي نائب رئيس الحرس الوطني المساعد نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري وصاحب السمو الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف وكيل الحرس الوطني لشؤون الأفواج .
ثم تشرف أصحاب السمو الملكي الأمراء ووكلاء الحرس الوطني وأعضاء اللجنة العليا للمهرجان بالسلام على الملك المفدى .
بعد ذلك استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أخاه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة والوفد المرافق له وسمو الشيخ الفريق سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان سمو ولي عهد إمارة أبوظبي وضيوف المملكة .
إثر ذلك عزف السلام الملكي .
وبعد أن أخذ الملك المفدى وضيوفه مكانهم في المنصة الرئيسة في الحفل تليت آيات من القرآن الكريم ، ثم بدأ سباق الهجن الكبير السنوي في الجنادرية وسلم خادم الحرمين الشريفين الجوائز للفائزين، وأدى خادم الحرمين الشريفين وصحبه الكرام صلاة المغرب.
بعد ذلك قام خادم الحرمين بافتتاح جناح الرئاسة العامة لرعاية الشباب وزار ـ أيده الله ـ جناح الجمهورية الفرنسية ضيف الشرف في المهرجان، بعد ذلك قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وأخوه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين إلى مقر وزارة التربية والتعليم الجديد بالجنادرية حيث تفضل أيده الله بافتتاحه.
وكان في استقبال الملك المفدى وأخيه جلالة ملك مملكة البحرين عند وصولهما مقر الوزارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدا لله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان ومعالي نائب وزير التربية والتعليم الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر.
وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين وضيفه مكانهما في المقر المعد للافتتاح ، قدم طفل وطفلة لوحة تحمل كلمة / أقرأ / مغلفة بالمنديل الكشفي.
ثم بدئ الافتتاح بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
إثر ذلك فتح باب المقر حيث قدمت مجموعة من الأطفال هدايا تذكارية لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
بعد ذلك قام خادم الحرمين الشريفين وجلالة ملك مملكة البحرين بجولة في أرجاء المقر شملت جناح مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ( موهبة ) وجناح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية / كاوست / وجناح مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم ، واطلاع حفظه الله خلال الجولة على محتويات الأجنحة واستمع إلى شروحات وافية عنها.
ثم شرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وأخوه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الحفل الخطابي والفني الكبير الذي أقيم في القاعة المغلقة في الجنادرية، حيث استهل الحفل بكلمة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان خاطب في مستهلها خادم الحرمين الشريفين قائلا :" سيدي لا أقف اليوم لألقي كلمة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية بل جئت استمع لكلمتها مثلكم حفظكم الله فهي اليوم تقول لكم :" يا أيها المحسن المشكور من جهتي .. والشكر من قبل الإحسان لا قبلي".
وأضاف سموه:" فها هي الجنادرية تقول لقد تجاوزت الكثير والكثير بما منحتني إياه وأدخلتني من خلاله مرحلة من النضج الثقافي والإنساني والأخلاقي أيضا، أقول ذلك وأردد إن لباسا منحتني إياه متجدد دائما برعايتكم لأظل عملا ورؤية وقيمة ثقافية وتراثية، وليراني المثقف العربي والإسلامي فسحة من الحرية الفكرية لا يتداخل معها من خلال إملاءات سياسية وتوجيهات دعائية تخالف طابعي وطباعي، فأنا جنادرية عبدالله بن عبدالعزيز من شكَّل دربي ووهبني بعد الله روحا يجددها الزمن شبابا وجمالا".
وتابع "حين سعيتم قبل سنوات طويلة لصياغتي وبنائي على أسس جمعت بين الثوابت والمتغيرات أردتموني أنا الجنادرية ثورة على كل شكل من أشكال الضعف الأخلاقي والعجز الذهني والثقافي ولئن كانت كل ملامحي حقائق تؤمن بالله وتصون شريعته فلأنها قناعات تسعى كمسعاكم دائما إلى الإصلاح والتطور والتعامل مع العصر وأحداثه بروحه".
وزاد " نعم سيدي بإيماني أنا الجنادرية إن شاء الله سيصوغني الحق والخير والجمال ويصونني عن كل آفة من آفات العصر ومتغيراته التي تجهد مسعانا من مساس بما ترتكز عليه من ثوابت وآمال تقوم على حراستها حفظكم الله بعين ابن تبحث دائما عن الأمل والحقيقة لأركن إليها وأستظل بظلها في وله عاشقة يبادلها عبدالله بن عبدالعزيز عشقا بعشق".
وأضاف سمو الأمير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز : "سيدي اسمح لي أنا الجنادرية أن تقف قدماي بجانب قدميكم لنطأ على رأس جهالة هذا العصر وحمقه وتجاوزاته وخرائقه التي لم تحن قامتها يوماً إلى الله، لنطأ عليها بإيمان عميق يضفي الأمان الروحي والرؤية البصيرة في محافظة البشر على الكون والإنسان بعدما عرتهما حضارة الطمع وثقافة الاستهلاك إلى الدمار والتشويه , أما أنا جنادريتك في هذا البلد الكبير بحجمه ومعناه فتوازني قائم على الإيمان بالله والاهتمام بما وهبه جزيرة العرب , مملكتنا الخيرة أغلى تراث ثقافي أبدعه أبناؤها على مر العصور وساهموا به بصياغة حضارة العرب والمسلمين والعالم هو ما شكل الجزيرة العربية في كل زمان ومكان".
وقال سموه في ختام كلمته " سيدي لك من هذه الأرض الطاهرة من شعبك السعودي الأبي ومن أمتك العربية والإسلامية المحبة , ومن العالم الذي أطلقتم على منبره الأممي مبادرة الحوار الثقافي بين الأديان والحضارات، كل حب وتقدير".
بعد ذلك تشرف سمو نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان بتقديم هدايا تذكارية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بمناسبة مرور 25 عاما على انطلاقة مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة، كما تشرف سموه بتقديم هدايا تذكارية بهذه المناسبة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود.
عقب ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بتكريم الشخصية السعودية الثقافية لهذا العام وهو الأستاذ عبد الله بن عبد العزيز بن إدريس وذلك بتقليده وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى.
ثم ألقى معالي وزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران كلمة قدم فيها باسم فخامة الرئيس نيكولا ساركوزي رئيس جمهورية فرنسا تحية بلاده لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، معربا عن الشكر والامتنان للملك المفدى على الاهتمام الذي حظيت به بلاده في المهرجان الوطني للتراث والثقافة لتكون في هذا العام ضيفة شرف في أكبر تظاهرة ثقافية تشهدها المملكة العربية السعودية.
وقال " لقد أرادت فرنسا في تلبية الدعوة بالمشاركة في المهرجان، أن تعبر بدورها عن تقديرها للقناعات الراسخة لخادم الحرمين الشريفين لصالح الحوار بين الشعوب والأديان والحضارات، وتستجيب لرغبة قديمة أسطورية للعالم العربي في التعرف على عوالم جديدة عبر الفيافي والبحار، إضافة إلى أحلام رجال الصحراء وتطلعاتهم التي جعلتهم كما جعلت الشعب الفرنسي يتطلعون إلى ما وراء الأفق نحو النجوم سعيا وراء قدر يرفع من شأنهم".
وخاطب معاليه خادم الحرمين الشريفين قائلا :" لقد أردتم بلغتكم الكريمة التنويه إلى العلاقة الخاصة والقديمة التي نتجت لحماها بين بلدينا منذ فجر المملكة عندما أرسل نابليون بونابارت رسولا مبعوثا إلى بلادكم ليعرض عليها في ذلك الوقت قيام تحالف بين البلدين وقد انعقدت خيوط هذا اللقاء الأول من جديد في 1967 برعاية كل من الجنرال ديغة والملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله في وقت تخلت فيه فرنسا عن أحلامها الإمبراطورية، وأعرب فيها الرئيس الفرنسي آنذاك انطلاقا من إرث تاريخي قديم بين فرنسا والعالم العربي عن أمله في انتهاج سياسة عربية جديدة تقوم على الاحترام المتبادل وعلى عدالة أكبر في العلاقة الدولية وعلى الحوار بين الثقافات".
وتابع " ولقد أراد الرئيس ساركوزي في زيارته إلى المملكة ثلاث مرات منذ عام 2007م بناء على دعوتكم ليس فقط المضي في هذه السياسة الفرنسية قدما للأمام بل وأن يجددها ويعززها في توقيع ما لايقل عن / 53 / اتفاق تعاون جامعي وعلمي مع المملكة.
وأضاف مخاطبا الملك المفدى" تستلهمون القيم العليا للبشرية كما نصت عليها عقيدة الإسلام السلام والإحسان والتواضع والعدل والتسامح وتتدرج هذه المبادئ أيضا في إطار تقليد نبيل من الشجاعة والشرف والكرم تتسم به الشهامة العربية التي عرفت عن حاتم الطائي أنها قيم تحمينا .. قيم تحرر الإنسان والعقل قيم تجعل الناس أحرارا".
بعد ذلك ألقى معالي وزير الخارجية ووزير الثقافة سابقاً في المملكة المغربية وأمين عام مؤسسة منتدى أصيلة محمد بن عيسى كلمة المثقفين والأدباء المشاركين في المهرجان، عبر خلالها باسم المشاركين عن الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود على منحه الفرصة لزملائه لإحياء فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان الجنادرية.
وقال " أصبح هذا المهرجان موعدا ثقافيا دوليا منتظما ومنتدى للنقاش الحر الهادئ وفضاء للحوار المسؤول بين العلماء والمفكرين والأدباء والمبدعين كما أصبح فرصة سانحة للتواصل بين الثقافيات والحوارات في مختلف تعبيراتها ومواطنها "
وخاطب معاليه خادم الحرمين الشريفين قائلا" لقد سبقتم لحظة التأسيس لمهرجان الجنادرية منذ ربع قرن متوقعين لما سيطبع عالمنا المعاصر من صراع محتدم بين الأفكار واحتقان بين المذاهب والمعتقدات ما يستلزم من تظافر وتوحيد جهود الحكماء وصناع القرار وقادة الفكر المستنير وموجهي الرأي العام من أجل أن تسود ثقافة الحوار وترسخ قيم التسامح والتآلف بين البشر بدلا من الصدام والصراع حتى تختفي بؤر التوتر من الأمكنة والأذهان والأزمان " .
وأكد "أن المشاركين يلمسون ربطا موفقا بين لحظات مفصلية مهمة هي من جهة إحياء للتقاليد العامية الرفيعة التي عرفتها عهود أمة الإسلام خلال ماضيها الزاهر حين أحاط الحكام المتنورون أنفسهم بالعلماء والمفكرين والأدباء والمبدعين، وباؤهم صدارة مجالسهم فأسهموا بالرأي السديد والمشورة الناصحة فأضفوا على تلك المجالس أجواء الفائدة والمتعة بمناقشاتهم الساخنة واجتهاداتهم المبهرة وتباريهم المثير".
بعد ذلك ألقى الشاعر الأستاذ جاسم الصحيح قصيدة بهذه المناسبة، ثم ألقى الشاعر اللواء خلف بن هذال العتيبي قصيدة نبطية.
عقب ذلك بدأ العرض الفني "الاوبريت" بعنوان " وحدة وطن" من كلمات الشاعر ساري والحان الفنان ماجد المهندس والفنان ناصر الصالح، وأداء الفنانون محمد عبده وعبد المجيد عبدالله وراشد الماجد وعباس إبراهيم وماجد المهندس والطفل خالد الجيلاني، وأداه دراميا الفنان راشد الشمراني وشارك به عدد من فرق الفنون الشعبية.
إثر ذلك تشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين ممثلو الشركات الراعية، كما تشرف المشاركون في "الاوبريت" بالسلام على الملك المفدى.
بعد ذلك غادر جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
ثم غادر الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله مقر الحفل مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم .
حضر حفل الافتتاح والعشاء والحفل الخطابي والفني صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز رئيس هيئة البيعة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد الإله مستشار خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الأمير خالد بن فيصل بن سعد، وصاحب السمو الامير خالد بن فهد بن خالد، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة، وأصحاب السمو الملكي الأمراء وضيوف المملكة وأصحاب المعالي الوزراء وضيوف المهرجان وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجمع من المواطنين.