( الفتن وآثارها في واقعنا المعاصر)
لو تأملنا الحياة التي كان يعيشها آباؤنا وأجدادنا بالأمس ،نجد أن همة احدهم ان يجد قوت يومه ويعيش آمنا ويصبح معافى في بدنه وهذا مصداق لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها ) ،،،أما حياتنا اليوم فاصبحنا نعيش في رغد من العيش لايقتصر على الاكل والشرب فحسب بل يتناول كافة اصناف التنعم والترفه من لباس ومسكن ومركب وساهم الانفتاح التقني في قنوته واتصالاته بكافة انواعها وتقارب البلدان واختلاط الناس وسهولة السفر الى آثارانعكاسية لاحصر لها ومن ابرزها ضيق الأنفس فالآن ارتاحت الآبدان لكن ضاقت القلوب فلم تعد الانفس تصبر في حين ان الآباء كانت الأبدان تتعب لكن القلوب مرتاحة،،وتأمل معي اخي القارئ مثلا صورة من آثار الانفتاح ،،،قال شيخ الاسلام: (ان المخدرات لم تكن معروفة في بلاد الاسلام وانما جاءت من التتار لما اجتاح بلاد المسلمين جاءو بها معهم)هذا العبارة في القرن السابع
فليت شعري ماذا نقول الآن عندما نرى الكثير من المسلمين يبحث عن الراحة عن طريق التدخين او المسكرات اوالمخدرات...
وكان من نتائج هذا الترف بشتى انواعه ان تغيرت الانفس البشرية فلم تعد تتحمل الصبر ودب اليها الملل واصبحت تبحث عن الراحة بشتى الطرق فبدأت تظهرسلبية الآثار" وزادت قضايا الانتحار" واصبحت العيادات النفسية في انتشار"
و سنتظرق الى بعض آثار الترف العامة ومنها:
* قلة العبادة والتكاسل عن الطاعة ونسيان الآخرة،
وذلك لأن القلب له حد لا يستطيع تجاوزه، فمتى ملىء بشيء حتى فاض استحال ملؤه بغيره حتى يلقي صاحبه ما فيه أو ينقص منه، والمترف قد ملأ قلبه أو كاد بِهَمّ الدنيا وتحصيل متعها وشهواتها، فلم تجد العبادة وتذكر الآخرة المكان الكافي لهما في قلبه، مما اضطر غالبها إلى الرحيل،
* جـعــل الإنسان نفسه عرضة لعبودية الهوى والشهوات،
* ضياع ساعات عمر الإنسان وأيامه في أمور إن لم تكن مع سيئاته فلن تكون مع حسناته بحال،
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محذراً من ذلك:
(ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا حسر عليها يوم القيامة)
* ضعف استشعار مراقبة الله تعالى للعبد وندرة محاسبته لنفسه ومراجعتها فيما تعمل ليعرف المرء ما له وما عليه فيتزود من الخيرات ويترك اقتراف ما لا يُقَرِّبُه من الله تعالى من آثام أو مباحات.
* زيغ بعض الناس وانحرافهم وخروجهم من عداد الصالحين نتيجة الإكثار من الملذات والشهوات المباحة أولاً،
ثم التوسع فيها حتى يخرجوا عن دائرة المباح إلى دائرة المشتبه فيه، ومع الزمن يقـعــون في المحرمات قليلاً قليلاً حتى يصلوا إلى مرحلة الهلكة وزيغان القلب، وخروجه إلى دائرة الفسق إن لم يتجاوزها، نسأل الله السلامة.
* العُجْب بالنفس والتـكـبر على الآخرين،
وهاتان الصفتان موجودتان لدى الكثيرون وذلك راجع إلى كونهما تبدءان في النفوس كخيط رفيع جداً لا يُرى ثم يكبـر شيـئــاً فشيئاً حتى يبين ويتضح،
* كسر قلوب الضعفاء وذوي الفقر والحاجة في المجتمع من جهة، وتكـــون الحقد لديهم على ذوي اليسار والترف من جهة أخرى،
نتيجة ما يلاحظونه من وجود فوارق كبيرة في العيش والإنفاق بين طبقات المجتمع المختلفة، وذلك من خلال المقارنة بين حال المترفين العابثين بالأموال اللاهين بالنعم، الذين لا يعرفون فضل الخيرات وقيمتها ممن لا يقدمون معروفاً لمستحقيه، وبـيــن أحـوالهـم حين يــرون أنفـسـهــم لا يستطـيـعون الحصول على ضروريات الحياة وحاجياتها.
* عدم القدرة على تحمل الـمـشـقة والتجلد للشدائد والتأهب لمجيء الفتن وتقلب الأيام، وذلك نتيجة عجز الإنسان وعدم تهيئته لنفسه وترويضه إياها على تحمل ذلك لو نزل به.
* ضياع الأموال والعبث بها في التـرهـــات ممـــا أدى إلـى عجز بعض الناس عن القيام بالواجبات، فكيف بالمستحبات؟ بل إن الأمر قد وصل بأناس إلى الاقتراض للإنفاق على الملذات وما تشتهيه الأنفس.
* نجاح مخططات الكفار في إلهاء المسلمين بالترف والبذخ وما صاحب ذلك النجاح من ازدهار صناعاتهم لوسائل الترف التى يرسلونها إلى أوساط المسلمين ليلهوا بها ويترفهوا، وينشغلوا عن قضاياهم الكبرى، وهذا ملموس.
* قساوة القلب وغلظة الحس وثقل البدن مما يؤدي إلى نـسـيـان الـعـلـــم وزوال الفطنة والحرمان من متعة، التطلع إلى ما وراء اللذة الآنية بالإضافة إلى الحرمان للنفس من متعه الاهتمامات الكبرى اللائقة بالدور العظيم للمسلم في هذه الحياة مع انـشـغــال القلب عن التبصر بما يدور حوله للعبرة والعظة من ذلك نتيجة غرقه في لجة اللذائذ والـشـهــوات
* انـتـشـار البطالة وظهور العجز والكسل وشيوع التواني عن أداء الأعمال النافعة بحيث يقوم بـعـضـهـــم بإنجـــاز عمل يوم في أسبوع، وإنجاز عمل أسبوع في شهر، ... وهكذا، ولخطورة هذا الأثر في حياة المسلم كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو فيقول: (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل...)
*ظهور السمنة لدى كثـير من الناس وانتشار كثير من الأمراض الناتجة عن التخمة وقلة السعي والحركة وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله( ويظهر فيهم السمن)
*العذاب في الدنيا بشتى انواعه قبل الآخرة
كما قال الله عز وجل وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً [الإسراء:16]
والى لقاء في حلقة قادمة نستكمل فيها الحديث عن اسباب تغير النفس البشرية.....
(آثار الترف على النفوس البشرية)
أن الله عز وجل قد يوسع على الناس ويمدهم ويستدرجهم بالنعم؛ فحينئذٍ إذا وسع الله على الناس من الرزق انقسموا إلى قسمين: قسم شكروا هذه النعم، وعرفوا قدرها، فعبدوا الله تعالى بها، وصرفوها فيما يرضيه سواء كانت مالاً، أو سلطاناً أو منصباً أو جاهاً أو ديناً أو غير ذلك، فهؤلاء لهم الدنيا والآخرة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن العاص: {نعم المال الصالح للعبد الصالح} فهؤلاء سعداء في الدنيا بما آتاهم الله عز وجل وسعداء في الآخرة.
ولكن الصراع على مكاسب الدنيا الدنيئة، المال والأرض والجاه والسلطة والمنـزلة والصراع على هذه الأشياء، لأن تصبح هم الإنسان وغاية مقصوده، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على حماية أصحابه، وأمته من هذا الأمر ولذلك في الصحيحين عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: {أتي بمال من البحرين -جزية جاءته من البحرين- فعلم بذلك الأنصار، فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلوا معه صلاة الفجر، جاءوا فسلموا عليه، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم، حين رآهم، وقال: أظنكم سمعتم بالمال الذي قدم من البحرين، قالوا: نعم يا رسول الله، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم} إذاً: بسط الدنيا يتبعه غالباً التنافس عليها ثم الهلاك من أجلها، ويذهب الإنسان صريع الدنيا، وشهيد الهوى، وليس في سبيل الله عز وجل، فهذا مما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر منه أمته. وعن عبد الله بن عمرو بن العاصرضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: {إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم؟ قال: عبد الرحمن بن عوف نقول كما أمرنا الله عز وجل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أو غير ذلك، تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغضون} حتى إنه جاء في الحديث الآخر {أن يحمل بعضكم السيف على رقاب بعض} فهذا من شؤم التنافس على هذه الدنيا، ولذلك فإن الحل: يكون في الإعراض عن الدنيا في ذات النفس والأخذ بنصيحة الإمام الشافعي:
ومن يذق الدنيا فإني طعمتها:: وسيق إلينا عذبها وعذابها
فما هي إلا جيفة مستحيلة ::عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلماً لأهلها:: وإن تجتذبها نازعتك كلابها...
ولهذا انتشرت التخمة فظهر الكسل وتعطل الفكر.... فغرقنا في المباحات حتى دب الينا الملل من كل شيء ولم يعد للحياة أية طعم ...
والى لقاء في الحلقة القادمة( نواصل الحديث مع المتغيرات )
19-12-2009, 11:45 PM #24 (permalink)
المفكر التطويري
عطاء بلا حدود
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الريــاض
المشاركات: 4,344
(اللهث" وراء حطام الدنيا)
من اسباب تغير النفس البشرية في واقعنا اللهث وراء الدنيا ولا اقصد البحث عن لقمة العيش فهذا مطلب وقد حث الاسلام على ذلك وساتحدث عنه في حلقات قادمة ولكن الانغماس في طلب الدنيا بأي وسيلة وحسبكم ماخلفته كارثة الاسهم من خسائر على الانفس قبل الاموال،،
فلو أنّ الإنسان جمع كلّ همومه في همّ واحد وهو السعي لمرضاة الله لتلاشت كلّ همومه وزالت أحزانه وحسراته..روي في الحديث: من أصبح وهمهالدنيا فرق الله عليه شمله وجعل الله فقره بين عينيه.
تأمّلوا في هذا الحديثالصحيح: أغزوا, فانّ الغزو باب من أبواب الجنّة يذهب الله به الهمّوالغمّ.
ترى لماذا الغزو يذهب الهمّ والغمّ؟؟
الجواب هو أنّ المجاهد حينطلّق الدنيا وتحرّر من شواغل الدنيا وهمومها والخوف من نوائبها وصار همّه واحد هوالنصر أو الشهادةزالت كلّ همومه.
فحبّ الدنيا والاشتغال بها والتحسّر علىمافات منها والخوف من مستقبلها كلّها أسباب للخوف والقلق والتوتّروالكآبة.
إذن, هذا هو السبب الأوّل الذي ينبغي أن يطرحه من يعاني من القلق والكآبة والخوف والاّ فلا مطمع في الراحة.
وان النصح بعدم الاشتغال بحطام الدنيالا يعني رفضها كليّة فهذا لا يقوله عاقل كما ذكرت ولكنّ المقصود هو عدم الاشتغال بفوق مايحتاجه الإنسان. فإذا فعل ذلك وقنع بما يكفيه ولم يتحسّر على مافات وطوي صفحةالماضي بحلوها ومرّها, وإذا ما تخلّص من الأفكار السلبية المشوّشة لذهنه من الخوفمن المستقبل ومن نوائب الدهر على نفسه وأهله وفوّض الأمر لأرحم الراحمين زالت همومه..
ولابدّ أيضا التحرّر من أحلام اليقظة " والمثالية" فلا تذهب نفسه حسرات على مالم يملك من عقّارات وسيارات وغير ذلك والقناعة بالموجود والاّ فان ّالتفكير الكثير في المفقود يذهب أيضا بالموجود فتنفلت نفسه.
هذا هو السبب الأوّل الذي ينبغي أن يطرحه وهو عدم الاشتغال بحطام الدنيا الاّ مايسدّحاجته.
السبب الثاني:ملأ الفراغ.. يقول عمر رضي الله عنه: الفراغ مفسدة.فالنفس إذا لم تشغلها بالحق شغلّتك بالباطل.
السبب الثالث:عدم التوسّع في المباحات فهذا أيضا يفتح أبوابا واسعة للشيطان.. فينبغي ترك فضول النظر والكلام والأكل والشرب والتفكير..
من اخطر محكات التغيير (مفاتيح الحسرة)
اولا ( السهم المسموم)
تأمل معي هذا الموقف وقارن بينه وبين الواقع الذي نعيشه
عن شداد بن أبي عمرو بن حماس عن أبيه عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به...
انها تبتعد عن مواقف الريب فضلا على الالتزام بالحشمة وكذلك الخروج في وقت لايراها الرجال ولهذا قال الراوي فما يعرفن من الغلس ،،
فكان خير صفوف النساء آخرها كل هذا من اجل الابتعاد عن فتنة النساء ولهذا قال تعالى ( ولا تقربوا الزنى) ولم يقل لاتفعلوا لان من يحوم حول الحمى يوشك ان يقع فيه...
وقد يتساءل القارئ ماعلاقة النساء بالنفس البشرية وهو سؤال في محله فأقول تامل هذه القصة وكيف ولدت الحسرة
أن امرأة كانت تسأل عن طريق حمام منجاب ؟ فجاءت إلى رجل عند باب بيته, وكان باب بيته يشبه ذلك باب الحمام, فلما سألته, قال لها: هذا حمام منجاب. فدخلت الدار ودخل ورائها فلما رأت نفسها في داره وعلمت أنه قد خدعها أظهرت له البشرى والفرح باجتماعها معه. وقالت له: يصلح أن يكون معنا ما يطيب عيشنا وتقر به عيوننا, فقال لها: الساعة آتيك بكل ما تريدين وتشتهين, وخرج وتركها في الدار ولم يغلقها فأخذ ما يصلح ورجع فوجدها قد خرجت وذهبت. فهام الرجل بها وأكثر من ذكرها وجعل يمشي في الطرق ويقول:
يا رب قائلةٍ يوماً وقد تعبت *** أين الطريق إلى حمام منجاب ؟
فبينما هو يقول ذلك وإذا بجارية أجابته من طاق:
هلاّ جعلت سريعاً إذ ظفرت بها *** حرزاً على الدار أو قفلاً على الباب ؟ ...
· كل الحوادث مبداها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشررِ
كم نظرةٍ فتكت في قلب صاحبها *** فتك السهام بلا قوس ولا وترِ؟
والعبد مادام ذا عين يقلبها *** في أعين الغيد موقوفاً على الخطرِ
يُسِر مقلته ما ضر مهجته *** لا مرحباً بسرورٍ عاد بالضررِ
قال الإمامابن القيم رحمه الله تعالى: (وما يُجازى به المسيء من ضيق الصدر، وقسوة القلب،وتشتته وظلمته وحزازاته وغمه وهمه وحزنه وخوفه، وهذا أمر لا يكاد من له أدنى حسوحياة يرتاب فيه، بل الغموم والهموم والأحزان والضيق عقوبات عاجلة، ونار دنيوية،وجهنم حاضرة.........الخ انتهى
فالنظر إلى المحرمات يورث الحســــــــرات والزفرات ، والألم الشديد ، فيرىالعبــــــد ما ليس قادرا عليه ولا صابرا عنه ، وهذا من اعظم العذاب كما قيل :
وكنت متى أرسلت طرفك رائداً *** لقلبك يوماً أتبعك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر *** عليه ولا عن بعضه أنت صابر
وللنظر المحرم أضرار وآثار كثيرة, منها ما يلي:
1. أنه معصية لله ومخالفة لأمره وكذلك لرسوله صلى الله عليه وسلم .
2. أنه يُفرِّق القلب ويشتته ويبعده عن الله.
3. أنه يُضعف القلب ويحزنه.
4. أنه يُكسب القلب ظلمة.
5. أنه يُقسي القلب ويسده عن العلم.
6. أنه يسمح بدخول الشيطان إلى القلب.
7. أنه يُوقع العبد في الغفلة.
8. أنه يُورث الحسرات والزفرات والحرمان.
9. أنه يُذهب نوره البصيرة.
10. أنه يُوجب استحكام الغفلة عن الله والدار والآخرة ويوقع في سُكر العشق.
11. أنه يُوقع القلب في ذل اتباع الهوى.
12. أنه يُوقع القلب في أسر الشهوة.
13. نزول البلاء.
14. أنه يُعلِّق القلب بالمنظور إليه.
15. أنه يُعرض للعقاب في الآخرة.
16. أنه يًُصد عن بعض أفعال الخير.
17. أنه يُوقع الناظر في وحشة بينه وبين نفسه وبينه وبين الله وبينه وبين الناس.
18. أنه يُوقع في التفكير وجنوح الذهن.
19. أنه يُوقع في الانحراف.
20. أنه يُوقع في الرد والابتعاد عن الدين.
(وللقلب مفسدات" كم تسبب من حسرات")
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن قال ابن القيم: لأن فضول الطعام داع إلى أنواع كثيرة من الشر، فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصي، ويشغلها عن الطاعات، فكم من معصية جلبها الشبع، وفضول الطعام،،،
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: وأما مفسداتالقلب الخمسة فهي التي أشار إليها من كثرة الخلطة، والتمني، والتعلق بغير الله،والشبع، والمنام. فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب.
المفسد الأول: كثرة المخالطة:
فأما ما تؤثره كثرة الخلطة: فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود، ويوجب له تشتتا وتفرقا وهما وغما، وضعفا، وحملا لما يعجز عن حمله منمؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم. فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟
هذا، وكم جلبت خلطة الناس من نقمة، ودفعت من نعمة، وأنزلت من محنة، وعطلت من منحة، وأحلت من رزية،وأوقعت في بلية. وهل آفة الناس إلا الناس؟
وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا، وقضاء وطر بعضهم من بعض، تنقلب إذا حقت الحقائق عداوة، ويعض المخلطعليها يديه ندما، كما قال تعالى: { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً ، لَقَدْأَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي} [الفرقان:27-29] وقال تعالى: { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّإِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67]، وقال خليله إبراهيم لقومه: { إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَبَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُبَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَالَكُم مِّن نَّاصِرِينَ} [العنكبوت:25]، وهذا شأن كل مشتركين في غرض كي توادون ما داموا متساعدين على حصوله، فإذا انقطع ذلك الغرض، أعقب ندامة وحزناًوألماً وانقلبت تلك المودة بغضاً ولعنة، وذماً من بعضهم لبعض.
والضابط النافع في أمر الخلطة: أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة، والأعياد والحج،وتعلم العلم، والجهاد، والنصيحة، ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات.
فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر، ولم يمكنه اعتزالهم: فالحذر الحذر أن يوافقهم، وليصبرعلى أذاهم، فإنهم لابد أن يؤذوه إن لم يكن له قوة ولا ناصر. ولكن أذى يعقبه عزومحبة له، وتعظيم وثناء عليه منهم، ومن المؤمنين، ومن رب العالمين، وموافقتهم يعقبها ذل وبغض له، ومقت، وذم منهم، ومن المؤمنين، ومن رب العالمين. فالصبر علىأذاهم خير وأحسن عاقبة، وأحمد مالا.
وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات، فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن أمكنه.
المفسد الثاني من مفسدات القلب: ركوبه بحر التمني:
وهو بحر لا ساحل له. وهو البحر الذييركبه مفاليس العالم، كما قيل: إن المنى رأس أموال المفاليس. فلا تزال أمواجالأماني الكاذبة، والخيالات الباطلة، تتلاعب براكبه كما تتلاعب الكلاب بالجيفة، وهي بضاعة كل نفس مهينة خسيسة سفلية، ليست لها همة تنال بها الحقائق الخارجية، بلاعتاضت عنها بالأماني الذهنية. وكل بحسب حاله: من متمن للقدوة والسلطان، وللضرب في الأرض والتطواف في البلدان، أو للأموال والأثمان، أو للنسوان والمردان، في مثل المتمني صورة مطلوبة في نفسه وقد فاز بوصولها والتذ بالظفر بها، فبينا هو على هذاالحال، إذ استيقظ فإذا يده والحصير!!
وصاحب الهمة العلية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان، والعمل الذي يقربه إلى الله، ويدنيه من جواره. فأماني هذا إيمان ونور وحكمة، وأماني أولئك خداع وغرور.
وقد مدح النبي متمني الخير، وربما جعل أجره في بعض الأشياء كأجر فاعله.
المفسد الثالث من مفسدات القلب: التعلق بغير الله تبارك وتعالى:
وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق.
فليس عليه أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به. وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجلبت علقه بغيره، والتفاته إلى سواه. فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل. قال الله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِاللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً ، كَلَّا سَيَكْفُرُونَبِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً} [مريم:82،81]، وقال تعالى: { وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْيُنصَرُونَ ، لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ} [يس:75،74].
فأعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله. فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات. ومثل المتعلق بغير الله: كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت، أوهن البيوت.
وبالجملة: فأساس الشرك وقاعدته التي بني عليها: التعلق بغير الله. ولصاحبه الذم والخذلان، كما قال تعالى: { لاَّ تَجْعَل مَعَاللّهِ إِلَـهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً } [الإسراء:22] مذموما لا حامد لك، مخذولا لا ناصر لك. إذ قد يكون بعض الناس مقهوراً محموداً كالذي قهر بباطل، وقد يكون مذموماً منصوراً كالذي قهر وتسلط بباطل، وقد يكون محموداًمنصوراً كالذي تمكن وملك بحق. والمشرك المتعلق بغير الله قسمه أردأ الأقسام الأربعة، لا محمود ولا منصور.
المفسد الرابع من مفسدات القلب: الطعام:
والمفسد له من ذلك نوعان:
أحدهما: ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات. وهي نوعان:
محرمات لحق الله: كالميتة والدم، ولحم الخنزير، وذي الناب من السباع والمخلب من الطير.
ومحرمات لحق العباد: كالمسروق والمغصوب والمنهوب، وما أخذ بغير رضا صاحبه، إما قهرا وإما حياء وتذمما.
والثاني: مايفسده بقدره وتعدي حده، كالإسراف في الحلال، والشبع المفرط، فإنه يثقله عن الطاعات،ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها، فإذا ظفر بها شغله بمزاولةتصرفها ووقاية ضررها، والتأذي بثقلها، وقوى عليه مواد الشهوة، وطرق مجاري الشيطان ووسعها، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم. فالصوم يضيق مجاريه ويسد طرقه، والشبع يطرقها ويوسعها. ومن أكل كثيرا شرب كثيرا فنام كثيرا فخسر كثيرا. قال عليه الصلاة والسلام : «ماملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه. فإن كان لابد فاعلافثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه» [رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه ا لألباني].
المفسد الخامس: كثرة النوم:
فإنه يميت القلب، ويثقل البدن، ويضيع الوقت، ويورث كثرة الغفلة والكسل. ومنه المكروه جدا، ومنه الضارغيرالنافع للبدن. وأنفع النوم: ما كان عند شدة الحاجة إليه. ونوم أول الليل أحمدوأنفع من آخره، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه. وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه، وكثر ضرره، ولاسيما نوم العصر. والنوم أول النهار إلا لسهران.
ومن المكروه عندهم: النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس؟ فإنه وقت غنيمة، وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السيرذلك الوقت حتى تطلع الشمس، فإنه أول النهار ومفتاحه، ووقت نزول ا لأرزاق، وحصول القسم، وحلول البركة. ومنه ينشأ النهار، وينسحب حكم جميعه علي حكم تلك الحصة. فينبغي أن يكون نومها كنوم المضطر.
بالجملة فأعدل النوم وأنفعه: نوم نصفالليل الأول، وسدسه الأخير، وهو مقدار ثماني ساعات. وهذا أعدل النوم عند الأطباء،وما زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه.
ومن النوم الذي لا ينفع أيضا: النوم أول الليل، عقيب غروب الشمس حتى تذهب فحمة العشاء. وكان رسول الله يكرهه. فهو مكروه شرعا وطبعا.
(معرفة حقيقةالدنيا ،،تجعلنا نعمل فيها ولا نعمل لها)
علينا ان نتذكر قول الله عز وجل في جميع احوالنا (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)
اعجبتني كلمة للشيخ محمد العثيمين حيث قال مامعناه الدنيا اعمل فيها ولا تعمل لها....انتهى
(وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور)
ومما يصور حقيقتها كي لاننغمس فيها:
مر النبي صلى الله عليه وسلم بالسوق، فوجد جدي أسك ميت، فتناوله، فأخذ بأذنه، ثم قال: ((أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال: أتحبون أنه لكم؟ قالوا: والله لو كان حيًا، كان عيبًا فيه أنه أسك، فكيف وهو ميت! فقال: فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم)) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء)). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه، وأشار -بالسبابة- في اليم فلينظر بم يرجع))
(الدنيا دار الرحيل فحذار)
ومع الفتن والمغريات اصبح الكثير يتوسع في المآكل ويلهث وراء الدنيا ولا يرتوي ،أرأيتم إخوتي من يشرب من ماء البحر شربا ويعب منه عبا ،هل يرتوي .علينا أن ننظر إلى ملذات الدنيا وشهواتها على أنها وسـيـلــة زائلة تقرب إلى الدار الآخرة لا أنها غاية في ذاتها وهدف يطمح إلى تحقيقه والتشبث به، قال عثمان ابن عفان (رضي الله عنه) في آخر خطبة له: إن الله إنما أعطاكم الدنيا لتطلـبــوا بها الآخرة، ولم يعطكموها لتركنوا إليها، إن الدنيا تفنى والآخرة تبقى، لا تبطركم الفانية، ولا تشغلكم عن الباقية، آثروا ما يبقى على ما يفنى فإن الدنيا منقطعة وإن المصير إلى الله (عز وجل)
قال صلى الله عليه وسلم عن الدنيا:
[ مالي وللدنيا, ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف ,
فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار , ثم راح وتركها ] رواه الترمذي
الدنيا..
إذا كسـت أو كست..
وإذا أيـنـعـت نـعــت ..
وإذا جـلـت أوجـلــت ..
وكم من قبـور تـُـبـنى وما تبنا ..
وكم من مــريض عدنا وما عــدنا..
وكم من ملك رفعت له علامات ,فلما علا.. مات..
(أذهبتم طيباتكم في الحياة الدنيا)
علينا أن نربي أنفسنا على عدم تحقيق كل مانشتهيه مع قدرتنا على شرائه واقتنائه قال رجل لابن عمر (رضي الله عنه) : ألا أجيئك بجوارش، قال: وأي شيء هو؟ قال: شيء يهضم الطعام إذا أكلته، قال: ما شبعت منذ أربعة أشهر، وليس ذاك أني لا أقدر عليه، ولـكـن أدركـت أقـــواماً يجوعون أكثر مما يشبعون
علينا التوسط في الأنفاق على أنفسنا وأهلينا وألا نأخذ من الدنيا إلا بقدر الحاجة؛ والرسول صلى الله عليه وسلم قد حذّ نا من أن ياخذ أحدنا ما يزيد عن حاجته فقال : " فراش للرجل وفراش لامرأته وفراش للضيف وفراش للشيطان " .
ويقول فيما زاد عن حاجة الإنسان في الدواب - المركوب - : " تكون إبل للشياطين ، وبيوت للشياطين ، فأما إبل الشياطين فقد رأيتها يخرج أحدكم بخبيثات معه قد أسمنها فلا يعلو بعيراً منها ، ويمر بأخيه قد انقطع به فلا يحمله ، وأما بيوت الشياطين فلم أرها "
قال سفيان رحمه الله: كـانــوا يـكـرهــون الشهرتين: الثياب الجياد التي يشتهر فيها ويرفع الناس فيها أبصارهم، والثياب الرديئة التي يُحتقر فيها ويُستَذَل دينه. علينا مغالبة شهوة التباهي في اقتناء الكماليات الثمينة، والتفاخر بالمظاهر البراقة،والحرص على المكانة الزائفة ، بلغ عمر بن عبد العزيز الخليفة الزاهد يومًا أن ابنًا له اشترى خاتمًا بألف درهم، فكتب إليه (بلغني أنك اشتريت فصًا بألف درهم ، فإذا أتاك كتابي فبع الخاتم ، وأشبع به ألف بطن ، واتخذ خاتمًا بدرهمين ، واجعل فصه حديدًا صينيًا ، واكتب عليه : رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه ).
علينا بالاقتصاد في امورنا الحياتية فقد ورد أن الاقتصاد في حال الغنى فضلا عن حال الفقر من أسباب النجاة، فقد ثبت في الحديث: "ثلاث منجيات: القصد في الفقر والغنى..." قال ميمون بن مهران: "اقتصادك في المعيشة يلقي عنك نصف المؤونة"
من لي بفجـــر فما أحلى محيــاه"
يقضي على الليـل أولاه وأخراه"
من لي بنور من الآثـــام ينقذنــا"
إذا أحبتنا يوم في غيهب تاهو "
مطلع نشيد رائع يحكي لنا :
الواقع الذي نعيشه ،،،،
ويشخص الداء الذي نعاني منه،،،
كي نعود الى رؤية صائبة ندرك من خلالها :
ان الحياة مهما بثت سمومها فاننا نزداد زهدا فيها ،،،،
ومهما تكالبت علينا همومها فإن نتفاءل ببزوغ فجرها،،،
اتركك مع النشيد فاستمع اليه من خلال الرابط:
http://www.abo-ali.com/mp3/Mn_lee_bfjrn.MP3وأخيراً
ماأجمل الحياة البسيطة ولايخفى بأن المتغيرات والتقنيات وما أجمل هذه الأبيات التي قالها
الشاعر الزاهد العابد أبو العتاهية في الزهد وحقارة الدنيا :
وغرفة خالية نفسك فيها راضية**
وكوز ماء بارد تشربه من صافية...
ومصحف تدرسه مستندا لسارية**
مع رغيف خبز يابس تأكله في زاوية....
خير من السكنى بظلات القصور العالية**
من بعد هذا كله تصلى بنار حامية...
لما سمع الأبيات هارون الرشيد رضي الله عنه
بكى حتى كادت أضلاعه تختلف......